في الوقت الذي تراهن فيه
الدولة المغربية على مشروع تزويد القرى والمناطق النائية بالكهرباء
والإنارة العمومية ، نجد شعارها يتكسر على واجهة الواقع المر بمدينة
الشماعية. فمن قدر هذه الأخيرة أن تعرف إنقطاعات متكررة ومسترسلة في
الكهرباء دون أي سبق إشعار ، إذ تعاني هذه المدينة من انقطاعات دورية في
الكهرباء ،وبدون اعلام للسكان كما هو الشان في باقي المدن المغربية ، رغم
أن مواطني البلدة يدفعون مستحقات الفاتورة الشهرية الباهظة الثمن دون تأخير
أو نقصان للمكتب المكلف الذي لا يحرك ساكنا لحل أزمة جاوزت السنوات.
ومنذ أزيد من 10 سنوات ولا زالت أجهزة السكان الالكترونية تحت رحمة سيل
من الانقطاعات شبه الدائمة للكهرباء ،الشيء الذي يهدد هذه الأجهزة بالتلف ،
فكثيرة هي الشكايات الشفوية للمواطنين من اتلافات تعرضت لها أجهزتهم
الكهربائية جراء هذه الازمة.هذا وتعمد مصلحة المكتب الوطني للكهرباء في
المدينة الى قطع التيار الكهربائي بشكل متواتر كل عطلة نهاية الأسبوع (يوم
الاحد)، مع ما يعرفه هذا اليوم من حاجة إلى الطاقة الكهربائية التي تمثل
عصب الحياة اليومية للمواطن الحمري، فيحرم شباب البلدة من متابعة دوريات
كرة القدم ، ويحرم كذلك الأطفال من مشاهدة برامجهم التي! ينتظرون موعدها كل
اسبوع على احر من الجمر، فتتبخر الاحلام وتتحول الى كابوس مريع ،وبمجرد
نزول الليل تغص المدينة في ظلام رهيب ، يزيد من تعميقه الشعور بالهلع نتيجة
الأوضاع الأمنية التي يطرح حولها أكثر من سؤال ، هذا ويعتبر انقطاع التيار
الكهربائي ليلا فرصة ذهبية للصوص الذين استغلوا الفرصة أكثر من مرة
لينفذوا جرائمهم الشنيعة.
مصابيح الأزقة هي الأخرى تعاني من مرض خطير اسمه انعدام الإنارة
المكتسب، فقليلة هي الشوارع المضاءة نتيجة سياسة ترقيعية يعمد إليها المجلس
البلدي الحالي الذي يبدو انه لم يتنكر لنهج المجالس السابقة.
والى حدود كتابة هذه الأسطر لا زالت سلسلة الانقطاعات الكابوس الذي يقض
مضجع كل مواطن بالبلدة ، فالخوف من تلف جهاز تلفاز، أو آلة تبريد ،أو آلة
غسيل، يسدد المواطن ثمنها على التقسيط من دم أجرته التي لم تعد تكفي لسد
ابسط حاجيات الحياة اليومية ،يجعل الأزمة رهيبة ومريرة في نفس الوقت.