البطولة الوطنية

قطعت كرة القدم المغربية ، بعد سبات دام سنوات طوال وحيث ظلت ترزح تحت الهواية، شوطا كبيرا بدخولها عالم الاحتراف بداية من الموسم الجديد (2011-2012) ، الذي تمت برمجة أولى دوراته اعتبارا من يوم غد الجمعة.

وحصلت الأندية الستة عشر، التي تؤتث فضاء البطولة الوطنية للقسم الأول، التي باتت تحمل إسم البطولة الاحترافية للنخبة، كلها على رخصها لخوض تجربة الاحتراف، بمن فيها الوافدان الجديدان، اتحاد الخمسات والنادي المكناسي ، بعد استجابتهما للمعايير المحددة في دفتر تحملات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وبموجب هذا النظام الجديد، بات على الأندية المعنية ضمان استقلالها المالي من خلال تحويلها إلى شركات مساهمة ، بغية تنظيم العلاقة بصفة قانونية بين الأجير ومشغله (بين النادي واللاعبين والمدربين).
ويتعين على كل ناد أن يتوفر على تسعة ملايين درهم كأدنى حد ، وتشكيلة من 26 لاعبا من ضمنهم 16 محترفا مغربيا.

وبموجب العقد الموقع في هذا الصدد ، يجب أن تتوفر الأندية على مدرسة لكرة القدم مخصصة للفئة ما بين 6 و12 سنة، وفريق نسوي للكبيرات وفريق نسوي لأقل من 19 سنة. كما يجب على هذه الأندية إشراك سبعة فرق للناشئين في المسابقات التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو العصب الجهوية.

وبالنسبة للبنيات التحتية ، يجب أن يتوفر النادي على ملعب يتسع على الأقل لستة آلاف مقعد ومجهز بالإنارة حسب المعايير التي تحددها الجامعة الملكية المغربية لكرة
القدم أو الكونفدرالية الإفريقية للعبة ، إضافة إلى ملعب للتداريب مصادق عليه من طرف الاتحاد الدولي.

من جهة أخرى ، يتحتم على جميع أندية البطولة الاحترافية للنخبة،مهما كانت طبيعتها القانونية،القيام بكشف لوضعيتها المالية في أجل أقصاه 31 أكتوبر من كل سنة.
وتتوخى الجامعة من خلال هذا المشروع، الذي طال انتظاره وبعد 56 موسما في الهواية، الارتقاء بالمغرب إلى مصاف البلدان التي تتوفر على بطولة مهيكلة وكذا ضمان إشعاع عالمي لكرة القدم المغربية وبالتالي تمكينها من لعب دورها كرافد للتنمية الإقتصادية.

وستدشن البطولة الوطنية الاحترافية موسمها الأول بإجراء أولى مباريات الدورة الأولى ، التي ستجرى على مدى أسبوع كامل (19 -26 غشت) ، يوم غد الجمعة وستتميز بمواجهات مشوقة ومثيرة ستجرى تحت الأضواء الكاشفة (العاشرة والنصف مساء).

وقبل انطلاق الموسم ، خاضت الأندية المعنية بالبطولة الاحترافية منافسات سدس عشر نهاية كأس العرش والتي شكلت محكا واختبارا حقيقيين لها وفرصة للوقوف على مستواها ومدى استعدادها وجاهزيتها .

ويستهل فريق الرجاء البيضاوي، الذي غادر منافسات الكأس مبكرا، حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة مضيفه النادي القنيطري، حيث سيحاول إنقاذ ماء الوجه بعد خسارته في سدس عشر نهاية الكأس بميدانه أمام أولمبيك آسفي (2-3) وبدايته المتعثرة في عصبة أبطال إفريقيا.

وستجرى هذه المباراة بملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط بسبب مشاكل في الإنارة بالملعب البلدي بالقنيطرة.

في المقابل، سيفتتح المغرب الفاسي، وصيف البطل والفريق الذي يبدو أكثر استعدادا حاليا، موسمه الاحترافي يوم الجمعة باستضافة فريق حسنية أكادير وكله طموح في تكريس نتائجه المتميزة.

وسيعمل الفريق الفاسي، الذي بلغ ثمن نهاية كأس العرش بدون عناء ويتربع على صدارة ترتيب مجموعته في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، على عدم تضييع الفرصة للخروج من الظل.

ومن جانبه، سيحاول فريق الوداد البيضاوي، صاحب المركز الثالث في بطولة الموسم الماضي تدشين موسمه بنتيجة إيجابية خاصة بعد تعادله (2-2 ) أمام جمهوره مع فريق الترجي التونسي برسم عصبة الأبطال والتأهل بصعوبة إلى ثمن نهاية كأس العرش على حساب فريق أولمبيك خريبكة (4-3 بعد الشوطين الإضافيين).
وأمام هذه الوضعية، بات على فريق الوداد البيضاوي تعزيز حظوظه حتى لايخرج مرة أخرى خاوي الوفاض خاصة بعد تعزيز صفوفه بلاعبين جدد (القديوي ولكحل والعمراني والعلوي ) وكذا مع قدوم المدرب الجديد ( السويسري ميشيل دي كاستل ).

وسيستهل الفريق الأحمر موسمه باللعب بميدانه حيث سيستقبل فريق الاتحاد الزموري للخميسات (الوافد الجديد) ، وهي فرصة بالنسبة للبيضاويين لتحقيق انطلاقة موفقة ، ومقارعة فريق من طينة الوداد في أول لقاء في قسم الأضواء وأخذ فكرة عن صعوبة المهمة التي تنتظرهم في هذا القسم بالنسبة للزموريين.

أما فريق النادي المكناسي، الوافد الثاني، فسيكون أمام فرصة تدشين الموسم الجديد باللعب أمام جمهوره، عندما يستقبل فريق أولمبيك خريبكة الطامح إلى استعادة الثقة بعد إقصائه المبكر من مسابقة كأس العرش.

شكرا على العلومات